وائل قنديل
الشروق 3-1-2011
تأمل الصورة المنشورة فى الصفحة الثالثة بجريدة «الشروق» أمس.. دقق جيدا فى هذه اللحظة التى تتشابك فيها يدا المثقف المصرى العربى أمين إسكندر والنائب الإخوانى السابق محمد البلتاجى، أثناء مظاهرة حاشدة فى حى شبرا العبقرى، حى الحالة المصرية فى نقائها وصفائها وبهائها التاريخى.
تلك هى الصورة التى تحتاجها مصر، وينبغى أن تبحث عنها وتثبتها وتجذرها فى أعماق الجميع.
الإرهاب ضرب مصر فى أعز وأجمل بقاعها، ضرب الإسكندرية مدينة التسامح ومدينة الالتقاء الحميم بين كل الأديان والثقافات والأعراق والجنسيات، والضحايا هم أهلنا جميعا، والمصاب مصاب الكل، ومن ثم فنحن الآن أمام استحقاق وطنى وحضارى واجتماعى، فى لحظة تبدو مواتية للغاية لكى تتصالح مصر مع نفسها، وتسترد شخصيتها التى ضاعت وانمحت بفعل سلسلة من الجرائم السياسية والحضارية التى ارتكبتها بحق نفسها.
مصر الآن عليها أن تقوم من تحت الردم، كما فعلتها بيروت واستجابت لصوت ماجدة الرومي حين خاطبتها «قومى إكراما للغايات، قومى إكراما للأنهار، قومى إكراما للإنسان».
علينا أن نعترف الآن لمصر، كما اعترف اللبنانيون عبر صوت ماجدة الرومي، نعترف أمام الله الواحد بأنا لم ننصفها ولم نعذرها ولم نفهمها وأهديناها مكان الوردة سكينا، تماما كما فعل الإخوة الأعداء ببيروت لسنوات طوال.
فلنصرخ بين أيديها الآن «إن الدنيا بعدك ليست تكفينا.. الآن عرفنا أن جذورك ضاربة فينا.. الآن عرفنا ماذا اقترفت أيدينا».
أعرف أن المصيبة فادحة، وأن الحزن فوق الاحتمال، لكن الأحزان على جسامتها تتيح نوعا من أنواع التطهر والاغتسال الروحى، فلنستغل الفرصة وبعد أن نعترف «بأنا كنا ساديين ودمويين وكنا وكلاء الشيطان» ونستعيد مصر من أولئك الذين خنقوها وحشروها فى أنبوب العجز وقلة الحيلة، وأغلقوا كل النوافذ المطلة على أحلام التغيير والنهوض من جديد.
علينا أن نتوحد جميعا كى ننتشل مصر من تحت أنقاض سياسات بليدة سلمتها تسليم مفتاح لمجموعة من المغامرين النصابين تعاملوا معها باعتبارها شركة أو مجموعة اقتصادية، يمصون دمها ويجففون نهرها كل يوم، ويحجبون شمسها عن أبنائها.
وأكرر أن اللحظة سانحة، كما لم يحدث من قبل، للمجتمع المصرى لكى يستعيد روحه التى أزهقها بارونات الفكر الجديد.
وعلى الحكومة إن كانت جادة بالفعل فى الحفاظ على ما تبقى من مقومات الدولة المصرية أن تترك الناس يتنفسون ويصرخون ويحلمون بمصر الحقيقية، وليست مصر التى احتكرها عز وشركاه، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
تلك هى الصورة التى تحتاجها مصر، وينبغى أن تبحث عنها وتثبتها وتجذرها فى أعماق الجميع.
الإرهاب ضرب مصر فى أعز وأجمل بقاعها، ضرب الإسكندرية مدينة التسامح ومدينة الالتقاء الحميم بين كل الأديان والثقافات والأعراق والجنسيات، والضحايا هم أهلنا جميعا، والمصاب مصاب الكل، ومن ثم فنحن الآن أمام استحقاق وطنى وحضارى واجتماعى، فى لحظة تبدو مواتية للغاية لكى تتصالح مصر مع نفسها، وتسترد شخصيتها التى ضاعت وانمحت بفعل سلسلة من الجرائم السياسية والحضارية التى ارتكبتها بحق نفسها.
مصر الآن عليها أن تقوم من تحت الردم، كما فعلتها بيروت واستجابت لصوت ماجدة الرومي حين خاطبتها «قومى إكراما للغايات، قومى إكراما للأنهار، قومى إكراما للإنسان».
علينا أن نعترف الآن لمصر، كما اعترف اللبنانيون عبر صوت ماجدة الرومي، نعترف أمام الله الواحد بأنا لم ننصفها ولم نعذرها ولم نفهمها وأهديناها مكان الوردة سكينا، تماما كما فعل الإخوة الأعداء ببيروت لسنوات طوال.
فلنصرخ بين أيديها الآن «إن الدنيا بعدك ليست تكفينا.. الآن عرفنا أن جذورك ضاربة فينا.. الآن عرفنا ماذا اقترفت أيدينا».
أعرف أن المصيبة فادحة، وأن الحزن فوق الاحتمال، لكن الأحزان على جسامتها تتيح نوعا من أنواع التطهر والاغتسال الروحى، فلنستغل الفرصة وبعد أن نعترف «بأنا كنا ساديين ودمويين وكنا وكلاء الشيطان» ونستعيد مصر من أولئك الذين خنقوها وحشروها فى أنبوب العجز وقلة الحيلة، وأغلقوا كل النوافذ المطلة على أحلام التغيير والنهوض من جديد.
علينا أن نتوحد جميعا كى ننتشل مصر من تحت أنقاض سياسات بليدة سلمتها تسليم مفتاح لمجموعة من المغامرين النصابين تعاملوا معها باعتبارها شركة أو مجموعة اقتصادية، يمصون دمها ويجففون نهرها كل يوم، ويحجبون شمسها عن أبنائها.
وأكرر أن اللحظة سانحة، كما لم يحدث من قبل، للمجتمع المصرى لكى يستعيد روحه التى أزهقها بارونات الفكر الجديد.
وعلى الحكومة إن كانت جادة بالفعل فى الحفاظ على ما تبقى من مقومات الدولة المصرية أن تترك الناس يتنفسون ويصرخون ويحلمون بمصر الحقيقية، وليست مصر التى احتكرها عز وشركاه، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق