عماد الدين حسين
الشروق 3-1-2011
تخيلوا شخصا عاقلا أو مجنونا، يؤمن بعقيدة أو فوضوى، صاحب قضية أو متمرد اتخذ قرارا بقتل نفسه وقتل أى شخص أو مجموعة بسيارة مفخخة أو قنبلة بدائية الصنع.. بعملية انتحارية أو بحزام ناسف أو بعبوة ناسفة. فمن يستطيع منعه؟!.
الإجابة هى لا أحد.
أكثر أجهزة الأمن كفاءة وتقدما فى العالم لم تستطع إيقاف قاتل أو انتحارى أو فدائى أو استشهادى قرر أن يقتل نفسه أو يستشهد. فى سبيل قضية خاسرة أو عادلة.
بريطانيا بكل تراثها الامنى وأجهزة مخابراتها فشلت فى مواجهة الجيش الجمهورى الايرلندى وهجماته المدمرة فى بلفاست أو هجمات مترو لندن بعد غزو واحتلال العراق.
الـ«إف.بى.آى» والـ«سى.آى.إيه» لم يستطيعا منع هجمات 11 سبتمبر فى 2001، الأمن الإسبانى فشل فى منع هجمات 11 مارس 2004، أجهزة القمع الإسرائيلية التى تتغنى بقدرتها الإعجازية فشلت فى قمع العمليات الاستشهادية الفلسطينية خلال الانتفاضة الثانية.
لا يوجد جهاز أمنى واحد فى العالم مهما بلغت كفاءته يستطيع أن يكو متيقظا طوال الوقت وطوال العام.
النماذج السابقة ليست دفاعا عن أجهزة الأمن، قد يكون الامن انشغل بحماية الحكومة والنظام لكن ليست تلك هى القضية فى هذا اليوم لكنها دعوة لكى نحاول البحث عن طرق أخرى لمقاومة الإرهاب.
عندما نحمل العبء كله للأمن فإننا نهرب من مسئوليتنا خصوصا أنه لا يوجد حل أمنى إطلاقا لأى قضية فكر أو عقيدة.
الهراوة الأمنية تستطيع ردع حرامى غسيل أو تاجر مخدرات أو بلطجى فى حارة، لكنها لم تستطع طوال التاريخ أن تقمع فكرة أو تمنع ثورة أو تلغى عقيدة حتى لو كانت هذه العقيدة فاسدة وخرافية مثلما هو الحال مع الخرافات التوراتية.
فى قضايا الفكر والعقائد السياسية فإن دور الأمن المراقبة والمتابعة والرصد ومنع الجريمة اذا استطاع، لكن وفى ظل غياب رؤية واستراتيجية ومشروع وطنى شامل، فإن هذا الدور سيظل ناقصا وعاجزا.
من قبيل التكرار القول بأن منع تكرار الجريمة الإرهابية التى وقعت أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة عيد الميلاد الماضى لن يكون فقط عبر ملاحقة المتورطين أو قطع يد المتربصين سواء كان المتورط الموساد أم تنظيم القاعدة أو تنظيم محلى.
لو اكتفينا بملاحقة متورط أو قطع يد متربص فسوف نفاجأ بمتورط ومتربص جديدين. وهكذا تستمر عجلة الإرهاب فى إنتاج منفذين جدد كل يوم.
الحل الأمثل والأفضل والأقل تكلفة أن يكون المجتمع محصنا وقويا من الداخل، وأن يسود الانسجام بين مختلف مكوناته. ولكى يحدث ذلك فلابد من وجود دولة مدنية حقيقية لكل المواطنين وعدالة فى توزيع الثروة.. وانتخابات حرة وتداول للسلطة.
ذلك فقط الذى يقلل مثل هذه الهجمات الإرهابية.. وإلى أن يحدث ذلك، فما حدث ليلة عيد الميلاد ــ ولشديد الأسف ــ قابل للاستنساخ والتكرار.
الإجابة هى لا أحد.
أكثر أجهزة الأمن كفاءة وتقدما فى العالم لم تستطع إيقاف قاتل أو انتحارى أو فدائى أو استشهادى قرر أن يقتل نفسه أو يستشهد. فى سبيل قضية خاسرة أو عادلة.
بريطانيا بكل تراثها الامنى وأجهزة مخابراتها فشلت فى مواجهة الجيش الجمهورى الايرلندى وهجماته المدمرة فى بلفاست أو هجمات مترو لندن بعد غزو واحتلال العراق.
الـ«إف.بى.آى» والـ«سى.آى.إيه» لم يستطيعا منع هجمات 11 سبتمبر فى 2001، الأمن الإسبانى فشل فى منع هجمات 11 مارس 2004، أجهزة القمع الإسرائيلية التى تتغنى بقدرتها الإعجازية فشلت فى قمع العمليات الاستشهادية الفلسطينية خلال الانتفاضة الثانية.
لا يوجد جهاز أمنى واحد فى العالم مهما بلغت كفاءته يستطيع أن يكو متيقظا طوال الوقت وطوال العام.
النماذج السابقة ليست دفاعا عن أجهزة الأمن، قد يكون الامن انشغل بحماية الحكومة والنظام لكن ليست تلك هى القضية فى هذا اليوم لكنها دعوة لكى نحاول البحث عن طرق أخرى لمقاومة الإرهاب.
عندما نحمل العبء كله للأمن فإننا نهرب من مسئوليتنا خصوصا أنه لا يوجد حل أمنى إطلاقا لأى قضية فكر أو عقيدة.
الهراوة الأمنية تستطيع ردع حرامى غسيل أو تاجر مخدرات أو بلطجى فى حارة، لكنها لم تستطع طوال التاريخ أن تقمع فكرة أو تمنع ثورة أو تلغى عقيدة حتى لو كانت هذه العقيدة فاسدة وخرافية مثلما هو الحال مع الخرافات التوراتية.
فى قضايا الفكر والعقائد السياسية فإن دور الأمن المراقبة والمتابعة والرصد ومنع الجريمة اذا استطاع، لكن وفى ظل غياب رؤية واستراتيجية ومشروع وطنى شامل، فإن هذا الدور سيظل ناقصا وعاجزا.
من قبيل التكرار القول بأن منع تكرار الجريمة الإرهابية التى وقعت أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة عيد الميلاد الماضى لن يكون فقط عبر ملاحقة المتورطين أو قطع يد المتربصين سواء كان المتورط الموساد أم تنظيم القاعدة أو تنظيم محلى.
لو اكتفينا بملاحقة متورط أو قطع يد متربص فسوف نفاجأ بمتورط ومتربص جديدين. وهكذا تستمر عجلة الإرهاب فى إنتاج منفذين جدد كل يوم.
الحل الأمثل والأفضل والأقل تكلفة أن يكون المجتمع محصنا وقويا من الداخل، وأن يسود الانسجام بين مختلف مكوناته. ولكى يحدث ذلك فلابد من وجود دولة مدنية حقيقية لكل المواطنين وعدالة فى توزيع الثروة.. وانتخابات حرة وتداول للسلطة.
ذلك فقط الذى يقلل مثل هذه الهجمات الإرهابية.. وإلى أن يحدث ذلك، فما حدث ليلة عيد الميلاد ــ ولشديد الأسف ــ قابل للاستنساخ والتكرار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق