الثلاثاء، 26 أبريل 2011

أمين معلوف في قراءته للربيع العربي:كنا فى غيبوبة واستفقنا

حوار مع : عبد الإله الصالحي
فرانس 24 عربي
5-4-2011
سؤال: ما هو تعليقك على الحراك الذي تشهده المجتمعات العربية، والتي بدأت شرارته في تونس، ثم انتقلت إلى مصر، والآن في ليبيا واليمن والبحرين وسوريا؟ طبعاً هناك اختلاف في الأحداث في هذه البلدان. ما هو تقييمك الأولي لهذا الحراك غير المسبوق في التاريخ العربي الحديث ؟
أعتقد أن ما يجري منذ مطلع هذه السنة، ربما هو أهم ما حصل في العالم العربي منذ قرون. هذه النهضة الجديدة، نهضة الحريات، المطالبة بالديمقراطية، الجرأة على التحرك، هذا ما كنّا ننتظره منذ صبانا. ولم نكن في الحقيقة نتوقع ونأمل أن يحصل كما هو الآن. ربما جاء مفاجأة، لكنها مفاجأة سارة. صحيح أن هناك معاناة وضحايا بالمئات وربما بالآلاف، لكنها في الوقت نفسه ولادة عالم عربي جديد له مكانته في العالم، وسيكون له دوره بين أمم العالم. كنا في غيبوبة واستفقنا. أنا لا أوافق الذين يتخوّفون مما سيحصل. شعوري أن ما حصل هو أمر مهم جداً وإيجابي للغاية. بدأ العالم العربي عطاءه للإنسانية، ربما أكثر مما أعطينا خلال القرون الخمسة الأخيرة. بدأ عصر جديد هذا العام في سنة 2011، بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. إنها بداية جديدة ولكنها بداية.
ما حصل في الأشهر الأخيرة هو بدايات في عدة دول. وما سيحصل ربما سيكون أعظم. الذي بدأ ستكون له نتائج لعقودٍ مقبلة في العالم العربي وفي العالم ككل. سيغيّر العلاقة بين العالم العربي وأوروبا وبين العالم العربي وإفريقيا. سيغير النظرة إلى العالم العربي ليس فقط من قِبل الغرب، ولكن أيضاً من قِبَل العرب أنفسهم. كنا في علاقة سيئة مع أنفسنا. كانت نظرتنا إلى أنفسنا نظرة عدم ثقة. كانت أحياناً نظرة ازدراء بالذات، ونظرة كره لها. وهذا بدأ يتغير.

سؤال: هناك حادثة طريفة روتها إحدى الصحف الأمريكية إبان أحداث واعتصامات "ميدان التحرير" بالقاهرة. كان هناك راكب مصري في إحدى الطائرات وحين اكتشف الركاب بأنه مصري صفقوا له طويلا. انتقلنا فجأة من صورة العربي الإرهابي، العربي الذي يخيف، إلى العربي الذي يثير الإعجاب؟
بالفعل ما قام به التونسيون والمصريون وما قام به اليمنيون وما يحصل الآن في اليمن شيء رائع. كنت أشاهد أمس مظاهرة في صنعاء وكان هناك مغني متواجد يغني للمتظاهرين وكانت ردود الفعل رائعة كذلك. اليمن بلد فيه عشرات الملايين من قطع السلاح والمتظاهرون فيه لم يطلقوا رصاصة واحدة. كان أحدهم يقول: "أنا في بيتي الكثير من السلاح ككل اليمنيين لكن حين أجيء إلى الساحة العامة أجيء بلا سلاح، أجيء كمواطن يطالب بالديمقراطية" وهذا أمر رائع.

سؤال : أنت تستلهم التاريخ كثيرا في كتاباتك. منذ ثورة غاندي نسى العالم بأن هناك طريقة مثالية لتغيير الأوضاع وهي النضال السلمي وكأن العالم يكتشف الآن بأنه بإمكان الشعوب أن تتحد وتخرج لتسقط الأنظمة بدون رصاصة واحدة؟
 أعتقد أن ما يحصل الآن هو بالفعل حقبة جديدة من التاريخ سيكون فيها النضال السلمي نضالا أساسيا. وربما يرتبط ذلك بوسائل الإعلام الجديدة مما يغني عن استخدام السلاح هو سلاح الإنترنت وسلاح الهاتف المحمول وسلاح "اليوتيوب". ويجعل للتظاهر مردود معنوي يُغني عن القنابل والرصاص. ما يحصل في العالم العربي هو علاقة جديدة بين المواطن والسياسة، علاقة تُغني عن العنف وتجعل العنف امرأ نتخطاه تاريخيا. نحن قادرون على الاستغناء عن السلاح وهذا ما أعطاه العربي اليوم للبشرية.

سؤال : كما قلت قبل قليل، استلهمت كثيرا التاريخ في كتبك، هل اللحظات الراهنة وهذا الحراك غير المسبوق والعجيب قد يلهمك في كتاب مستقبلي؟
بالتأكيد الرغبة في كتابة شيء عن ما يحدث الآن هي رغبة قوية. لا أعرف بالتحديد بأي شكل سيكون. هل سيكون على شكل روائي أو على شكل سرد تاريخي أو تحليلي؟ لا أعرف حتى الآن ولكن المؤكد أن أي كاتب يشعر بالرغبة في الاستلهام مما يحدث الآن في العالم العربي.

سؤال : هل تشعر بالفخر والاعتزاز عندما ترى هؤلاء الشبان والشابات في عمر الزهور يخرجون ويتحدون الاستبداد ويكسرون حاجز الخوف الذي تملّك، الأجيال السابقة، آباءهم وأجدادهم؟
يمكن أن أقول لك إنني لم اشعر بالفخر والاعتزاز مرة في حياتي كما شعرت منذ بداية هذه السنة.

الاثنين، 25 أبريل 2011

خلينا نحلم - أغنية مصرية تونسية


مئات المثقفين العرب يتضامنون مع الشعب السوري


قاب قوسين
السبت 26 مارس 2011
اصدر حشد من المثقفين العرب بيانا حول ما تشهده سورية وفي ما يلي نص البيان
"نحن الموقعين على هذا البيان نعلن تضامننا الكامل مع الانتفاضة السورية وشهدائها وأسرهم، كما ننادي بالإفراج عن كل سجناء الرأي في هذه الانتفاضة وما قبلها، مطالبين بإطلاق الحريات الطبيعية التي تتيح للشعب السوريّ التعبير عن رأيه في مختلف القضايا، ورفع الوصاية المفروضة عليه منذ الستينيات
كما يعلم الجميع؛ ففي السادس عشر من مارس/ آذار، اعتصم بعض السوريين من أهالي وأقارب سجناء الرأي في ساحة المرجة قرب وزارة الداخلية في دمشق، فقامت قوات الأمن باستخدام العنف ضدهم، وألقت القبض على أكثر من ثلاثين شخصاً، بينهم طفل في العاشرة من عمره. أما في درعا، فقد تحولت المدينة إلى ساحة حرب منذ قرابة شهر، إذ خرج بعض الأطفال تأثرا بما حدث في تونس ومصر، وراحوا يكتبون عبارات على الجدران من قبيل “الشعب يريد إسقاط النظام”، فتم اعتقالهم جميعاً. وفي السابع عشر من آذار خرجت الأمهات للمطالبة بالإفراج عن أولادهن فتعامل النظام السوري معهن بالقنابل والهراوات والرصاص وسقط أربعة شهداء وما زال النظام يوجه السلاح إلى صدور المحتجين المسالمين مضيفاً شهداء جدد كل يوم في الساحات والشوارع وحتى في المساجد
هذه المعلومات المؤكدة التي تكفي لإدانة أي نظام قمعي وتجريمه ليست هي كل ما يحدث على الأرض؛ فمن الصعب حصر عدد ضحايا النظام في الحاضر كما في الماضي من جراء التعتيم الإعلامي الذي يمارسه النظام نفسه ووسائل الإعلام الموالية له داخل سوريا وخارجها. ولا تزال حملة الاعتقالات مستمرة حتى الآن، كما أن مدينة درعا لا تزال محاصرة ومعاقبة بقطع الكهرباء
إن النظام السوري الذي طالما ادعى أنه القلعة الأخيرة في مواجهة الاستعمار والصهيونية لم نشهده يوجه طلقة واحدة تجاه جنود الاحتلال الإسرائيلي بالجولان، وبالتزامن مع قمع هذا النظام لمعارضيه في الداخل، تمارس وزارة خارجيته بلطجتها على معارضيه في الخارج؛ فأمام السفارة السورية بالقاهرة قام موظفوها بتفريق مظاهرة تضامنية مع سجناء الرأي وقاموا بخطف شاب مصري مشارك في المظاهرة، كما هددوا معارضين سوريين مقيمين في مصر بإيذاء ذويهم بالشام
إن النظام السوري يكرر أسلوبه ذاته في الترويع والقتل والعنف والاعتقال، كما حدث في حماه سنة 1982 و كما حدث في انتفاضة القامشلي التي قام بها الأكرد سنة 2004. إنه النظام نفسه الذي يُشتبه في إرساله خمسين طياراً للمساهمة في سحق الثورة الليبية. هذا التعامل الذي تم تمريره والسكوت عليه في الماضي لا يمكن إلا إدانته وتجريمه الآن… مثله مثل كل الأنظمة العربية التي ترتكب جرائم ضد معارضيها والثائرين على قمعها وأجهزتها الإعلامية الكاذبة.
الموقعون حتى الآن:
مها حسن – كاتبة سورية
إيمان مرسال – كاتبة مصرية
عماد فؤاد – شاعر مصري
منصورة عز الدين – كاتبة مصرية
أحمد حسو – صحفي سوري
آرام كرابيت – كاتب سوري وسجين سياسي سابق
حسين الشيخ – شاعر وصحافي
نائل الطوخي – كاتب ومترجم مصري
إبراهيم فرغلي – روائي مصري
فرج بيرقدار – شاعر وصحافي سوري
أحمد يماني – شاعر مصري
هيثم الورداني – كاتب مصري
ياسر عبداللطيف – كاتب مصري
إيمان محمد عبدالرحيم – قارئة مصرية
وحيد الطويلة – كاتب مصري
لينا الطيبي- شاعرة سورية
ياسر عبد الحافظ – كاتب مصري
مدحت صفوت – باحث مصري
أحمد غريب – كاتب مصري
محمد النبهان – شاعر كويتي
عبير حسين – شاعرة وفنانة تشكيلية مصرية
فاطمة هميسة – كاتبة مصرية
هيثم الشواف – شاعر مصري
منى برنس – روائية مصرية
محمد رأفت – قاص مصري
مبارك وساط – شاعر ومترجم من المغرب
شريفة فداح = كاتبة جزائرية
نجاة علي – شاعرة مصرية
هايدي عبد اللطيف – صحفية ومترجمة مصرية
هدية الأيوبي – كاتبة لبنانية
محمد خير – شاعر مصري
سامح عوده – كاتب فلسطيني
محمد مرسال – مذيع مصري
خالد مطاوع – شاعر ومترجم ليبي
أمير عزيز – ناشط مصري
سيمون نصار – كاتب فلسطيني فرنسا – استراليا
أحمد حمّاد – مهندس مصري
بسمة الحسيني – مديرة ثقافية – مصر
حنان حمّاد – مؤرخة مصرية
د. محمد حلمي عبد الوهاب – أكاديمي وكاتب مصري
ياسر الزيات – شاعر مصري
رباب كسّاب – روائية مصرية
جمال جبران – صحفي يمني
صالح دياب شاعر سوري
عبد النبي فرج – كاتب مصري
إيهاب الملاح – كاتب وصحفي مصري
وليد الغازي – سيناريست مصري
ميادة مدحت عاشور – مدونة مصرية ومؤسس اتحاد نهضة مصر
شيرين أبو النجا – ناقدة مصرية
حمور زيادة – كاتب سوداني
خالد سليمان – كاتب وصحفي كردي
أحمد البدوي إبراهيم عبد اللطيف – مواطن مصري
سامية أبو زيد – كاتبة مصرية
هبة خميس – كاتبة مصرية
ياسر علام – مسرحي مصري
عمرو غالب – مخرج مصري
سمير جريس – صحفي ومترجم مصري
عمرو حسن – شاعر مصري
أحمد فاروق – كاتب ومترجم مصري
هشام فهمي – شاعر مغربي
عادل الحاج سالم – إعلامي وناشط سياسي – تونس
غيفارا كرد علي – مواطن كردي سوري
زكريا السقال – كاتب وناشط سياسي فلسطيني
نوره بركه – كاتبة مصرية
رندا قسيس – باحثة وفنانة تشكيلية سورية
هالة صلاح الدين حسين – مترجمة مصرية
محمود الأزهري – شاعر مصري
صالح الغازي – شاعر مصري
محمد ربيع – كاتب مصري
فاطمة البودي – ناشرة مصرية
فلورنس غزلان – كاتبة سورية
عامر الفالح – كاتب وصحفي كويتي
إقبال العيثمين – أكاديمية وكاتبة كويتية
د. أنور عبد الحليم _ كاتب وطبيب نفسي مصري
سيد محمود – صحفي مصري
خالد البري – كاتب مصري
انتصار عبد المنعم – كاتبة مصرية
لبنى عبد الله – كاتبة مصرية
جرجس سعد – كاتب مصري
محمود سيف الدين – مصر
حبيب عبد الرب سروري – كاتب يمني
سامية بكري – كاتبة وصحفية مصرية
محمد هاشم عبد السلام – كاتب ومترجم مصري
يحيى وجدي – صحفي مصري
عبد الحق بن رحمون – شاعر وصحافي
أشرف نصر – روائي وسيناريست مصري
عبد الله الصيخان – شاعر سعودي
آخين ولات – شاعرة سورية
ياسمين البرماوي – مصرية
بشير مفتي – روائي وصحفي جزائري
هلال البادي – كاتب عماني
أحمد أبو خنيجر – كاتب مصري
أحمد زغلول الشيطي – كاتب مصري
خالد سليمان – كاتب مصري
سعيدة الزغبي سليمان – مذيعة تونسية
هاني درويش – صحفي مصري
أدريس خالي – قاص مغربي
مهاب نصر – شاعر وصحفي مصري
صالح راشد – كاتب مصري
مراد ماهر – كاتب مصري
أحمد سليم – كاتب مصري
د. دعاء زيادة – مصر
سوسن بشير – مصر
سامح فايز – محامي مصري
أحمد مجدي همام – روائي مصري
حسونة فتحي حسونة – كاتب مصري
فادي جودة – شاعر ومترجم فلسطيني
حامد بن عقيل – شاعر سعودي
عبدالله الريامي – شاعر عماني
محمد شعيب – كاتب مصري
خالد رؤوف – شاعر ومترجم مصري
محمد أبو عوف – قاص وصحفي مصري
عمر حاذق – شاعر مصري
مجاهد الطيب – كاتب مصري
رحمن النجار – شاعر عراقي
رجب سعد طه – حقوقي مصري
هلال سعد شومان – كاتب ومهندس لبناني
أحمد حسان – مترجم مصري
نسرين البخشونجي – كاتبة مصرية
وليد أبو السعود – صحفي مصري
مفرح كريم – شاعر مصري
منال القاضي – كاتبة مصرية
برادوست آزيزي – ناشط سوري
أحمد عبد الحميد النجار – ناقد مصري
شيماء زاهر – كاتبة مصرية
ميرال الطحاوي – كاتبة مصرية
ممدوح رزق – كاتب مصري

الخميس، 21 أبريل 2011

الفائز والمهزوم فى مباراة قنا


عماد الدين حسين
الشروق 21-4-2011
إذا كان بعض مواطنى قنا سوف يشعرون بالانتصار إذا نجحوا فى إجبار الحكومة على عدم تولى عماد ميخائيل شحاتة منصب المحافظ، فإن على الجميع فى مصر أن يشعر بالحزن لان سرطان الطائفية لايزال عفيا، رغم ثورة 25 يناير وكل الآمال التى علقت عليها.

أدرك أن بعضا من أهالى قنا الذين عارضوا تعيين عماد ميخائيل لم يكن منطلقهم طائفيا، بل لأسباب كثيرة منها عمله فى الشرطة، لكن المشكلة التى لا يدركها هؤلاء وغيرهم أن النتيجة النهائية لما حدث فى قنا سوف تعمق الشرخ الطائفى الموجود خصوصا فى الصعيد.. وسترسل ــ للأسف ــ رسالة وحيدة للمسيحيين خلاصتها أن هناك مناصب محرمة عليكم فى الدولة.. وإننا ــ نحن المسلمين ــ الذين نقرر على ماذا ستحصلون؟.

يفترض أن الحكومة والمجلس العسكرى وسائر القوى التى يهمها مصير هذا البلد يدركون اننا نمر بلحظة حساسة خطيرة، هذه اللحظة قد تقودنا إما إلى دولة مدنية تحترم كل مواطنيها وتساوى بينهم أو تقودنا إلى انقسامات على أساس طائفى تقود بدورها إلى شرور لا يعلمها إلا الله.
بعد نجاح الثورة صار من حق أى فرد أو هيئة أو جماعة أن تعبر عن نفسها بحرية، وهكذا شاهدنا آلاف المظاهرات والمسيرات والاحتجاجات والوقفات والاعتصامات بل العصيان المدنى فى طول البلاد وعرضها للمطالبة بتحسين الأحوال.

ورغم أن كثيرين عارضوا هذه الاحتجاجات الفئوية باعتبارها قد تشكل خطرا على مسار الثورة، فإنه عمليا أمكن السيطرة عليها، وكانت فى الاتجاه غير الخطير، بمعنى أن خسائرها فى النهاية كانت محصورة فى الجانب الاقتصادى.

لكن ماذا إذا حدث تناقض بين مصلحة الفرد ومصلحة الدولة، أو السؤال بصيغة أخرى، كيف نوازن بين حق الأفراد والقوى والأحزاب فى الديمقراطية والتعبير عن نفسها، وبين الحق فى صيانة المجتمع بأكمله من خطر الانقسام والتشظى؟!.

السؤال بصيغة ثالثة: كيف سنتصرف مثلا إذا خرجت مسيرة بالآلاف غدا للسلفيين تدعو إلى حصار الكاتدرائية حتى يتم الإفراج عن مسيحيات يقول هؤلاء إنهن محجوزات داخل الأديرة بعد إشهار إسلامهن?.

وماذا سنتصرف إذا اعتصم آلاف المسيحيين فى أى ميدان حتى يتم صدور قرار بإلغاء كل الشروط المفروضة على بناء الكنائس، أو للمطالبة بأى مطالب أخرى؟!.

خطورة اللحظة الراهنة أن كثيرا من القوى خصوصا تلك التى تعرضت للظلم فى الماضى، تعتقد أننا فى لحظة سيولة، والدولة ضعيفة، والأجهزة الأمنية غائبة، وبالتالى فهى لحظة ذهبية للحصول على مكاسب فئوية أو قطاعية.

مرة أخرى قد لا تتأثر بنية الدولة إذا استجابت الحكومة لطلب عمال معتصمين بزيادة رواتبهم أو إقالة رئيس الشركة بسبب أنه مكروه أو فاسد، لكن هناك خطورة حقيقية إذا كان المطلب دينيا ويمس أنصار الدين الآخر.

أكرر للمرة الثالثة، الحكومة أخطأت كثيرا عندما عينت عماد شحاتة محافظا لقنا لانها فكرت بنفس عقلية حكومات مبارك، ولذلك عليها الآن وبعد الانتهاء من إزالة آثار هذه المعركة أن تبدأ فى وضع تصور متكامل للتعامل مع الملف الطائفى وتضع خطوطا حمراء تبلغها لكافة الأطراف.

علينا ألا نتنازل عن الديمقراطية التى حصلنا عليها بعد الثورة، وألا نتازل عن حق التظاهر والاحتجاج ولكن علينا أن نفكر فى الأمر عشرات المرات إذا تعلق بمشاكل دينية وأن نتذكر إلى أين قادت الديمقراطية المنفلتة بلدا مثلا لبنان أو العراق فيما يتعلق بالموضوعات الطائفية؟.

الأربعاء، 13 أبريل 2011

صباح الخير على الورد اللي فتح فى جناين مصر


يا أجمل زهور مصر 
اليوم صدر القرار بحبس القتلة
حسني مبارك 
جمال مبارك 
علاء مبارك 
وقبلهم بقية العصابة ..ولسه 
...
الاغنية لحن وغناء الرائع:الشيخ إمام وكلمات الشاعر:أحمد فؤاد نجم 

الخميس، 7 أبريل 2011

حتى لا ننسى: ذكرى مجزرة مدرسة بحر البقر


أغنية:الدرس انتهى 
شادية
صلاح جاهين - سيد مكاوي
 
On April,8,1970: Israeli fantoms attacked an Egyptian school called "Bahr El-Baar" killing 31 student and 26 injuries, the students' ages were between 8-13 years old.

اسرائيل تضرب مدرسة "بحر البقر" الابتدائيه في يوم 8 ابريل 1970 بطائرات الفانتوم و استشهاد 31 طفلا و اصابة 26 آخرين .
أعمار الأطفال كانت بين 8-13 عام

الثلاثاء، 5 أبريل 2011

من مصر لتونس العظيمة : برشا آسفين

تقدم رئيس الوزراء المصري بالإعتذار الرسمي للشعب التونسي 
وأيضا للجزائر (بلد الحكم)فى المباراة الكارثية الزمالك والأفريقي التونسي
وهي كارثية سواء كانت شغب ملاعب أو محاولة من النظام القديم لتشويه الثورة !
..
أما الإعتذار الشعبي فقد تنوعت أشكاله من صفحات :آسفين يا تونس
ووقفة إعتذار رمزية أمام السفارة التونسية بالقاهرة 
وفيديوهات وأغاني وصور وكل ما يوصل رسالة الإعتذار لشعب تونس العظيم
كما رد أشقاء تونس بمبادرة رائعة تعكس أخلاقهم العالية وقبلوا الإعتذار 
وثقتهم بالمحبة المصرية التونسية 

بـ صفاقة :المسرحية الهزلية للنظام السوري: كائنات فضائية تقتل المحتجين

خلف علي الخلف
27-3-2011
جدار الالكترونية
من يتابع تصريحات المسؤولين السوريين السوريين المساكين سوف يستنتج أن كائنات فضائية هبطت على سوريا عبر صحون طائرة وبدأت تقتل الناس عشوائيا..
وإذا كانت المسرحية الهزلية التي يروجها النظام وأعوانه لم تؤت ثمارها في درعا لأنها شبه متجانسة فقد زاد حماس الأبواق للغزو الفضائي عندما امتدت الاحتجاجات إلى اللاذقية.. فهناك حيث التخويف الذي يبثه النظام وأعلامه وأبواقه للناس يمكن أن يجعل الناس يصدقون المسرحية الهزلية التي تكررها الأنظمة لكن ليس بهذه الصفاقة التي يمارسها النظام الممانع.

لقد ظل النظام يعيرنا لسنوات طويلة بالأمن والأمان الذي تنعم به سوريا، مبررا قمعه لنا بأنه لا يريد الفوضى وكان يسمي كل ناشط يطالب بـ "نتفة" حرية بـ "مثيرو الفوضى"؛ وغنى على أسماعنا النشيد المكرر عن "أمن واستقرار البلاد".
واستطاع النظام عبر عقود أن يحصي أنفاس السوريين المعارضين له في البرازيل وفي الصين؛ واعتقل شبابا كتبوا تعليقات على مواقع أنترنت مقرها في تشيلي وتعقبهم بحرفية عالية.. وزج أناس في السجون لانهم قالوا "نص جملة" معارضة له في مقهى في ميانمار أو في شارع في ترينداد وتوباغو أو من تلفون عمومي في باريس...
ثم فجأة نكتشف أن البلد مستباحة من درعا على حدود الأردن إلى الساحل السوري؛ بالعصابات المسلحة التي تقتل المتظاهرين وتقتل رجال الأمن.. كما تقول السيدة بثينة شعبان التي قالت أنها لا تدري شيئا عن المعتقلين لكنها تعرف تماما مجرى التحقيقات مع العصابات المسلحة!.  
وستظهر العصابات المسلحة القادمة من الفضاء في أي مدينة أخرى تتسع فيها الاحتجاجات وستجوب هذه الكائنات الفضائية شوارع اي مدينة تحتج وتطالب بالحرية، وستطلق النار عشوائيا.. وسيخاف رجال الأمن ويغادرون أماكنهم لأنهم لا يستطيعون السيطرة عليهم على حد زعم السيدة نفسها. 

نحن أمام مسرحية لايمكن وصفها بأي نوع من أنواع الكوميديا المعروفة لذلك يمكن أن نطلق عليها "الكوميديا العمياء" كنوع جديد ابتكره النظام السوري وعليه أن يسجلها في دفاتر الملكية الفكرية الخاصة به، كي لا "يلطشها" منه أحد..
النظام يمنع الصحفيين من التغطية ويمنع دخولهم إلى أي مدينة تشهد احتجاجات ويطردهم ثم يردد جميع من يظهرون على الشاشات " اعطني دليلا ياسيدي.. اعطني دليلا.. على أن من يطلق النار هم من السلطات".
وكل الفيديوهات التي بثها المحتجون للجثث في الشوارع والجرحى، وكل مايقوله شهود العيان هو مجرد اختلاقات من مندسين لهجتهم ليست "حورانية" كما يقول متصلون من المخابرات مع وسائل إعلام النظام..
المسرحية سخيفة ولا يحتاج طفل لأي شرح ليعرف أن النظام عرف تماما أنه لا يمكن أن يسيطر على الاحتجاجات عندما تتسع حتى لو زج بكل فرق جيشه وحرسه الجمهوري فقرر أن يسلح عصابات ويطلق لها العنان لترويع الناس.، في نسخة معدلة وأكثر دموية لما فعلته الأنظمة الساقطة قبله.

علينا أن لا ننزلق إلى ما يريده النظام والبدء بترديد مسرحيته التافهة عن "الحرب الطائفية".. شعبنا أرقى من هذا النظام ومن كل مسرحياته الهزلية المنحطة ولن يسير إلى ماخطط له نظام القتل والمجازر..

إن تحصين الثورة السورية يتم بالنزول إلى الشوارع بالصدور العارية ومواجهة أكاذيب هذه النظام الذي لا يصدقها أحد.. النزول إلى الشارع من شعبنا هو الرد السلمي على البلطجة التي أطلق عنانها النظام لعصاباته المسلحة..
من العار على أي سوري الصمت وهو يرى الجثث في الشوارع وهو يرى القتل الممنهج لأهلنا في درعا وفي اللاذقية التي أضافها النظام كساحة جديدة لممارسة إجرامه.
شركاء الصمت على ما يجري؛ والذي يرددون أكاذيب النظام هم شركاء في الجريمة.

السعوديون إذا دخلوا قرية !

أسامة غريب
الدستور الأصلي
4-4-2011
العالم أصبح قرية صغيرة و كل شيء يحدث في أي مكان يصير تحت سمع و بصر العالم كله في نفس اللحظة.
لم يعد باستطاعة الطغاة أن ينفردوا بشعوبهم و يرتكبوا في حقهم المجازر في الخفاء من خلف ظهر العالم.
كل الناس تابعت أحداث الثورات في العالم العربي بالصوت والصورة علي الهواء مباشرة لحظة بلحظة.
هل المقولات السابقة صحيحة؟.

أعلم أيها القاريء الكريم أنك ستندفع قائلاً: نعم. ستقولها استناداً إلي أنك كنت علي اتصال مباشر بوقائع ما جري في تونس، و لأنك تابعت التظاهرات بالمدن المصرية، و شهدت بأم رأسك اعتداء قوات أمن حسني مبارك علي المتظاهرين بالقنابل و الرصاص، كما تابعت عدوان بلطجية مبارك علي نفس الثوار في موقعة الجحش و الجمل.

و لا شك أنك تابعت أيضاً المظاهرات في اليمن و رأيت الشهداء الذين غدر بهم علي عبد الله صالح، و تابعت الإرهابي الدولي معمر القذافي و هو يشن حرب إبادة ضد شعبه، و كذلك المظاهرات السورية و القتلي الذين سفك دمهم بالشوارع وحوش بشار الأسد.

أنا أعلم كل هذا، و مع ذلك فإنني لا أؤمن بصحة المقولات السابقة المتعلقة بالعالم الواحد و القرية الصغيرة إلي آخر هذا الهراء الكاذب...و إلا فقل لي:
هل علمت وسط كل هذه الأنباء أن عدواناً مسلحاً غاشماً قد قامت به المملكة العربية السعودية ضد شعب البحرين الآمن المسالم؟.
هل نمي إلي علمك أن الجيش السعودي قد أقدم علي غزو الجزيرة الصغيرة و ارتكب من المجازر بحق شعبها ما يشيب لهوله الغراب؟.
هل علمت أن الأشاوس السعودين قد روعوا الآمنين و دهموا المنازل و قتلوا الأطفال و هم نيام في أسرتهم أمام عائلاتهم؟.
هل نقلت لك قنوات التليفزيون صور جيش الإحتلال السعودي و هو يهدم البيوت علي رؤوس ساكنيها بالضبط كما يفعل الجيش الإسرائيلي في فلسطين المحتلة؟.
هل نقلت وكالات الأنباء صور الجنود السعوديين و هم يحتلون مستشفي السلمانية و يضربون الأطباء بكعوب البنادق و يطردون الممرضات و يمنعون المصابين من الوصول للمستشفي حتي لا يعرف العالم حجم الجريمة؟.

يا سادة..إن ما حدث في البحرين هو جريمة القرن الواحد و العشرين بامتياز، و لا أعتقد أن بقية القرن سوف تشهد جريمة إبادة مماثلة يتواطأ عليها العالم كما يحدث الآن بالنسبة للجريمة السعودية في البحرين.
فجأة تبخرت كاميرات التليفزيون و اختفي مراسلوا السي إن إن و البي بي سي و طبعاً العربية، و هي القنوات التي كانت تتابع دبة النملة في باقي البلاد العربية و تنقلها نقلاً مباشر.
حتي قناة الجزيرة التي اعتبرها العرب صديقة الثورات حملت عصاها هي الأخري و أدارت ظهرها لما يحدث في البحرين و رحلت عندما وجدت أن العدوان يخص آل سعود و ما دامت المذابح التي ترتكب بحق السكان تحمل الختم السعودي المقدس!.

نجحت المملكة العربية السعودية في إخراس العالم كله وجعلت منه شريكاً في الجريمة. بل إنها ما اكتفت بهذا و لكن راحت الأبواق الإعلامية التي تقتات علي المال السعودي تردد المزاعم التي اخترعوها في الرياض لتبرير العدوان و الإحتلال عندما وصفوا المتظاهرين السلميين البحرينيين من سنة و شيعة بأنهم عملاء لجهات خارجية!. و قد عملت هذه الأبواق علي نسبة الأحداث للشيعة فقط و ذلك ليسهل شيطنتهم و إقحام إيران في الأمر، و هو الأمر الذي يكذبه القبض علي ابراهيم الشريف رئيس جمعية وعد و هو سني و ليس شيعي ، فضلاً عن أن نسبة التظاهر السلمي و المطالبة بالحقوق للشيعة فقط تسحب عن سنة البحرين الوطنية و الكرامة و هو الأمر الكاذب جملة و تفصيلاً، فهم جميعاً لا ينفصلون عن الكتلة العربية التي تحركت طلباً للعدل و الحرية.

حجة مقيتة سخيفة مارسها بن علي و مبارك و القذافي و علي صالح و الأسد. كلهم اتهموا آخرين بإدارة مؤامرة!. لم يعترف أحد منهم بأن هناك شعب له مطالب يتعين مناقشتها. و الأغرب في حالة البحرين أن هذا الشعب ذا المطالب هو شعب دولة أخري و ليس الشعب السعودي، فكيف سمحت المملكة لنفسها أن تقتحم حدود دولة آمنة، و كيف بلغت الجرأة بجنودها و هم يعتلون ظهور الدبابات أن يلوحوا بأيديهم بعلامات النصر في أحد المشاهد القليلة التي تناولتها القنوات التليفزيونية قبل أن تغيب في الجب السحيق.

أي نصر هذا الذي يلوح به النشامي من جيش الإحتلال السعودي؟.
 هل هو النصر علي الأطفال و النساء؟. هل هو بسالة القوات في إطلاق الرصاص علي الشباب الأعزل؟. هل هو الإنتصار علي وسائل الإعلام و حملها بالترهيب و الترغيب علي ابتلاع الحذاء و الصمت علي أفاعيل جيش الإحتلال السعودي.

قد يسأل البعض: و من أين عرفت بكل هذا ما دامت قنوات التليفزيون لا تذيعه و الصحف لا تنقله؟
و الإجابة هي أنه بفضل اختراع الكاميرات الصغيرة و كاميرات الموبايلات أمكن للشباب البحريني ان يقوموا بتوثيق كل ما حدث لهم بالصوت و الصورة و أرسلوه إلي كل المواقع علي الإنترنت، كما أرسلوه إلي قنوات التليفزيون. و من المواقع و القنوات القليلة التي رضيت أن تتحدي النفوذ السعودي و تبث الصور و الأخبار عرفت حجم الجريمة التي يجهلها العالم الذي يزعمون أنه قد أصبح قرية صغيرة!.
إن ما يثير  الأسي و الحنق في الأمر أن الإحتلال السعودي لمملكة البحرين لا يفترق علي الإطلاق عن الإحتلال العراقي للكويت عام1990 لا في دمويته و لا في حجم الخراب الذي أحدثه في البيوت الآمنة و لا في حجم الترويع الذي أحدثه في النفوس.

و لا أدري كيف ينظر الناس باستنكار إلي ما يحدث في ليبيا من اعتداء كتائب القذافي المسلحة علي الشعب الليبي، و لا يرون أن الأمر نفسه يحدث في البحرين علي أيدي القوات السعودية التي جعلت الناس بعد الهجمات البربرية يترحمون علي هولاكو و جنكيزخان.

و من عجب أن نفس هذه القوات التي يزعمون أنها درع الجزيرة الذي يتحرك لصد العدوان عن الدول الخليجية لم تحرك ساكناً عندما اعتدي صدام حسين بجيشه علي الكويت..و لا نعرف أين كانت يومئذ؟.
ليس هذا فقط..بل إن نفس هذه القوات لم تظهر عندما اقتحم جيش صدام الحدود السعودية نفسها و دهس أراضيها و قام باحتلال منطقة الخفجي.

 يومها هرع حكام المملكة إلي الأمريكان يطلبون قدومهم لحمايتهم من جيش صدام؟.
 كذلك ما زال ماثل في الذاكرة الهزائم التي ألحقها الحوثيون اليمنيون بنفس هذا الجيش السعودي، و كان الحوثيون مسلحون ببنادق من القرن الثامن عشر!.

الأمر يعني بكل بساطة أن هذا الجيش السعودي الذي يتكلف تسليحه مئات المليارات و الذي لم يشارك في يوم من الأيام في أي من معارك العرب و المسلمين حتي أنه كان الجيش العربي الوحيد الذي لم يشارك معنا في حرب أكتوبر 73 و لو مشاركة رمزية!. هذا الجيش الذي لا يستطيع أن يصمد في مواجهة أي قوة مسلحة حتي بالحجارة... استطاع فقط أن يمارس الرجولة المهدرة علي شعب عربي مسالم أعزل اسمه: الشعب البحريني.

السبت، 2 أبريل 2011

Egypt Revolution Theme Song !!!


زكي قدرة

دعاء العدل 
المصري اليوم

محاولة لفلسفة ثورات 2011 العربية



طارق حجي
الحوار المتمدن - العدد: 3319 - 2011 / 3 / 28يتضمن هذا المقال الترجمة العربية للكلمة التى ألقاها كاتب هذا المقال يوم الثلاثاء 15 مارس 2011 بمجلس النواب الإيطالي بروما وبدعوة من رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الإيطالي : =====================
عرف المسلمون إزدهاراً معرفياً وفكرياً (وثقافيا) كبيرا خلال القرون الأربعة التى تلت القرن السابع الميلادي . فخلال تلك الحقبة ترجمت مئات الكتب اليونانية القديمة سيما في مجال العلوم والمنطق والفلسفة . وكنتيجة لهذا الحراك المعرفي فقد حشدت المجتمعات الناطقة بالعربية بعشرات المدارس الفكرية والقراءات المختلفة للدين الاسلامي ، وبمحاذة ذلك زخماً من الحراك العلمي في مجالات شتى من مجالات العلوم الطبيعية والرياضيات . إلا ان الحياة الفكرية كانت تشهد (على الدوام) صراعا بين تيار محافظ كان يعلي من قيمة النص ويجل فهم السلف بل يصبغ على هذا السلف قيمة كبرى (السلف الصالح !؟!) .وقد جسَّد هذا التيار الفقهاء السنيون الذين جاءوا من بعد أبي حنيفة النعمان مؤسس علم أصول الفقه السني ، وكان كل واحد من الفقهاء الكبار أشد محافظة من سلفه. فابن حنبل أشد محافظة من محمد ابن ادريس الشافعي ، والشافعي أشد محافظة من مالك . ومالك أشد محافظة من أبي حنيفة . أما المفكرون الذين أولوا عناية كبيرة للفلسفة والمنطق فقد كانوا أكثر تحرراً (عقلياً) . وكان من أعلامهم مفكرو المعتزلة وابن سينا والفارابي ثم قمة العقلانية في هذا الزمان ابن رشد الأندلسي . واذا كانت القرون الثلاثة من بداية القرن التاسع الميلادي قد شهدت أوار حرب (ضروس) بين مدرسة المحافظين ( أهل النص والنقل) وأصحاب العقول الأكثر تحرراً ( أهل المنطق والفلسفة والعقل ) ، فأن القرنين الحادي عشر والثاني عشر (الميلاديين) قد شهدا إنتصاراً شبه كلي للمحافظين . وتجسد هذا الإنتصار في ميل السلطة السياسية (ميلا شديدا) لجانب مدرسة المحافظين وما صاحب ذلك من هجوم شديد على مدرسة العقل والتي كانت بشكل من الأشكال مستمدة من روح الفلسفة اليونانية. وترجمت هذا الإنتصار الكامل (لأهل النقل على أهل العقل)عشرات الفتاوى التي كان جوهرها أن من تمنطق فقد تزندق . ولعل أهم فتاوى هذا الإتجاه العارم فتوى الشرذوري ( في القرن الثاني عشر الميلادي ) وهي الفتوى التي قامت بتحريم الإشتغال بالمنطق بل وبأن من يشتغل بالمنطق يستحوذ عليه الشيطان. في تلك الآونة بلغ إنتصار مدرسة النقل على مدرسة العقل ذروته في قيام فقهاء مسلمين بتكفير أعلام مثل الفارابي وابن سينا وابن رشد ، وهو توجه شاركت فيه السلطة السياسية مشاركة عبرت عنها أمور كثيرة مثل مناصرة المعتصم العمياء للحنابلة وتمكينه لهم من خصومهم الحنابلة ، والذى وصل لحد ذبح الحنابلة للمعتزلة جهارا نهارا فى أزقة دمشق ، وواقعة إحراق مؤلفات ابن رشد في قرطبة بأمر وتحت نظر الحاكم !
ومع نهاية القرن الثاني عشر الميلادي كانت مدرسة العقل قد تلقت ضربات قاتلة مما أدى إلى دخول المجتمعات الناطقة بالعربية للقرن السادس عشر وهي بلا عقل نقدي بشكل شبه مطلق وإكتفاء علماء هذه الشعوب بمهمة واحدة هي مهمة الشرح على المتون . وهي ما يمكن أن نصفه ببداية دخول هذه المجتمعات لقرون من السبات العقلي كان من المنطقي ان تقع أثنائها عملية إستعمار الأوروبيين لهذه المجتمعات الغارقة في السبات العقلي العميق.

وفي ذات الوقت الذي كان فيه المحافظون (النقليون) يرسخون إنتصارهم على أهل العقل والفكر المتحرر والتفلسف والتمنطق ، فقد كانت شعوب أوربا تشهد عملية (جدلية) مضادة ومعاكسة جوهرها تمكن أهل العقل الحر من إنهاء هيمنة وسيطرة المحافظين على مقادير المجتمعات الأوربية. وبإنتصار مدرسة العقل الحر في أوروبا كان من الطبيعي ان يؤدي المناخ العام المتحرر لنهضة علمية في مجالات شتى تؤدي لأمور مثل إكتشاف البارود والذي أدى لإنتصار الأوروبيين على غيرهم بما في ذلك الشعوب الناطقة باللغة العربية. وهو مايسر للأوروبيين أن يستعمروا الشعوب الناطقة بالعربية.
وهكذا فانه يمكننا القول بأن الأستعمار لم يكن بداية مشاكلنا وتخلفنا وتراجعنا ( كما يقرر كثيرون في واقعنا ) ، وإنما كان الإستعمار نتيجة طبيعية للعملية الجدلية التي كانت تقع عندنا ( أي عند الشعوب الناطقة بالعربية ) وعندهم ( أي عند الأوروبيين ) . وعليه ، فأن القول بأننا كنا متخلفين لأننا كنا مستعمرين ( بفتح الميم الثانية) وهو قول مضحود. فالصواب هو أننا صرنا مستعمرين ( بفتح الميم الثانية ) لأننا كنا متخلفين ، وقد كنا متخلفيين بسب إنتصار مدرسة المحافظين على مدرسة العقل والتفلسف والتمنطق في حياتنا المعرفية والعقلية ( والثقافية بالمصطلح المعاصر).

وبعد حقبة الإستعمار جاء الإستقلال . ولما كان الإستقلال لم يتحقق نتيجة لحراك معرفي وعقلي وثقافي وإنما لحراك سياسي ووطني ، فقد أعقب الاستقلال أَيلولة الأمور في المجتمعات الناطقة بالعربية إما لنظم ملكية قرو- سطية ( تعد إمتدادا لنظام القبلية العربية ) أو لجمهوريات سيطر فيها على مقاليد الحكم ضباط ربما يندر وجود نظير لهم في ضآلة وضحالة التعليم وإنعدام التكوين الثقافي ( وفي حالات غير قليلة: إتسامهم بفساد شخصي وعائلي غير مسبوق في التاريخ الأنساني).
وبعد نصف قرن ( تقريباً ) من إستقلال الشعوب الناطقة بالعربية جاءت المفاجأة الكبرى وهي إندلاع الثورة لتلك النظم التي آلت إليها مقاليد أمور المجتمعات الناطقة بالعربية في مرحلة ما بعد الاستقلال من جهة لم تكن تحطر على بال (أي) أحد . فالثورة التي توقع كثيرون ان تجئ إما من معدمي العشوئيات أو ممن سيطرت الأصولية الأسلامية على عقولهم ، فاجأت الدنيا كلها بمجيئها على يد أبناء وبنات الطبقة الوسطى من المتعلمين الذين أتاحت لهم تكنولوجيا العصر ( وبالتحديد : وسائط تكنولوجيا المعلومات والإتصالات ) ان يعرفوا معنى المواطنة وان يدركوا مسئوليات الحكام في المجتمعات المعاصرة.
وبينما يمكن القول بأن هناك خلاص (نظري) للنظم الملكية العربية يتمثل في تحولها بملكيات دستورية ، فان الجمهوريات العربية لا يوجد لها خلاص إلا بما عبر عنها الهتاف الجماهيري الرائع "الشعب يريد إسقاط النظام" . فقيادات الجمهوريات العربية (وبسبب النوعية بالغة الرداءة لحكامها وكلهم من الجهلة غير المتعلمين ومعدومي الثقافة، ناهيك عن اتسامهم جميعاً بفساد شخصي وعائلي لا مثيل له في تاريخ الإجرام ) هي قيادات غير قابلة للإصلاح على الإطلاق ومن المحتم أن تخلع (كما خلع التونسيون بن علي وكما خلع المصريون حسني مبارك)، ومن اللازم ان تحاكم وتحاسب تلك القيادات المخربة والفاسدة لتكون عبرة للحكام القادمين . ومن غرائب الأمور في المجتمعات العربية ان من كانوا يطلق عليهم شيوخ النفط إنما كانوا أكثر تعقلاً (نسبيا) فى سائر الأمور من عساكر النفط ( ليبيا والعراق والجزائر مثلاً ) والذين فاقت جرائمهم بوجه عام ولصوصيتهم بوجه خاص ما تعجز العقول عن تخيله.
ان ما حدث في تونس ومصر ثم ما يحدث الآن في العديد من البلدان الناطقة العربية لا يمكن فهمه بشكل صحيح الا من خلال تلك النظرة التاريخية - الجدلية التي وصفتها فى هذا المقال للحالة العقلية للمجتمعات الناطقة بالعربية خلال القرون الأربعة عشر الماضية.

الجمعة، 1 أبريل 2011

جمعة إنقاذ الثورة



الجمعة 1 إبريل 2011
ميدان التحرير 
مصر

لحظة صعود م/جورج إسحاق 
وردا على دعاوى الطائفية البغيضة