السبت، 4 ديسمبر 2010

داوود حسني

الموسيقار داوود حسني يهودي الدين عربي الموسيقى:  1870-1937

مازن المنصور
 26-3-2006
ولد الموسيقار داوود حسني في القاهرة قي  26فبراير سنة 1870 من عائلة مصرية ومن طائفة اليهود القرائين وأسمه في شهادة الميلاد (دافيد حاييم ليفي)  وعاش في حي الصنداقية الشعبي القريب من حي اليهود القرائيين في قسم الجمالية .وكان هذا الحي له الآثر الكبير في نشأته كموسيقي وكانت موسيقاه تعبر عن مشاعر المصريين من الطبقة الغنية وعامة الشعب على السواء .
بدأ حياته الفنية وهو في الرابعة عشر من عمره وكرس كل وقته لتعلم الة العود وتعلم الموسيقى السائدة في ذلك الوقت . كان والده المعلم خضر وبالعبري " الياهو"  يعمل تاجر مصوغات في حي الصاغة  وكان والده أيضاً لديه ميولاً فنية  وشغوفاً بألة العود وكان يعزفها بمهارة وتقنية عالية . وأول من لاحظ  ميول داوود للموسيقى هي والدته  لقد كان داوود يستمع الى والدته وهو طفل صغيرعندما كانت تغني له قبل المنام .
اما في فترة حداثته  بدأ يستمع الى المؤذن وهو يؤذن اثناء الصلاة والى اجراس الكنائس عندما تبدأ الطقوس الدينية , وكانت الترانيم الدينية التي تتلى أثناء صلاة السبت في معبد  "راب سمحاة" في حارة اليهود القرائيين في القاهرة لها الآثر الكبير  في شغفه وحبه للموسيقى. والمعروف عن الموسيقار داوود حسني حبه للريف ليستمتع بالهدوء والسكينة والى سماع حفيف الآشجار وتغريد العصافير ومن هذه الآصوات الطبيعية  يستمد فيها الآلهام والانغام الموسيقية .
بدأ دراسته في " مدرسة الفرير " في حي الخرنفش بالقاهرة وأكمل الأبتدائية وبدأت ميوله وحبه للموسيقى وعبقريته في الغناء وأنظم الى فرقة الآناشيد الدينية في المدرسة .
ترك دراسته وبدأ العمل في مكتبة الشيخ سكر لتجليد الكتب , وعندما سمع الشيخ صوت وغناء داوود أنبهر بجمال صوته  وسمح له بالغناء  أثناء عمله في المكتبة , وفي احد الايام كان الشيخ محمد عبدة  في المكتبة جالساً وسمع داوود يغني  فقال أن هذا الشاب سيكون له مستقبلاً زاهر في عالم الفن والغناء , لقد أشعلت كلمات الشيخ محمد عبدة أهتمام  داوود  رغبة في تعلم الموسيقى ونشأت علاقة صداقة بينهم وكان الشيخ" محمد عبدة "  هو كاتب وإمام ومصلح أجتماعي  معروف في ذلك الوقت.
سافر داوود الى مدينة المنصورة وبدأ بدراسة الموسيقى على يد المعلم محمد شعبان لمدة سنتين وبعد ان أصبح عازفاً كفؤاً على ألة العود عاد الى القاهرة ليعمل في هذا الفن الجميل .
وبدأ نجمه يسطع بجانب الموسيقيين في ذلك العصر كعبده الحمولي, محمد عثمان , والمنيلاوي وعبد الحي وأخرين ...
وأعترف محمد عثمان بموهبته وكذلك  أحتل داوود مركزه بين الموسيقيين والمغنين في ذلك الوقت .
لقد أدخل داوود طرازاً جديداً في فن الموسيقى وهي المقامات التركية الممزوجة بالمقامات الفارسية.وأرتفع بموسيقى الشرق الآوسط الى مستوى عالِِ لم تصله من قبل . يعتبر الموسيقار داوود أول من لحن وأدخل موسيقى ألآوبرا الكاملة للناطقين بلغة الضاد. وأطلق عليه لقب موسيقار كونه أول من لحن "الآوبرا " الكاملة في الشرق العربي , وقدم للغناء المسرحي المصري أوبرا ( شمشون ودليلة )  لقد لحن لآكثر من خمسمائة أغنية  دور, طقططوقة , موال , توا شيح  وكذلك لحن عشرات من ألاوبريتات وكذلك أول من لحن أوبرا كاملة في البلاد العربية .
وكان لنشأته في ذلك العصر أثناء فترة التقدم واليقظة والإجتهاد لشباب مصر , وكذلك ظهر الموسيقار
 "فردي " الذي قام بتلحين موسيقى " اوبرا عايدة " .
في عام 1906 منح الموسيقار داوود الجائزة الآولى في المؤتمر الموسيقى الذي عقد في باريس لتلحينه
 ( اسير الحب )  , لقد ارتفع أسمه في عالم الموسيقى والطرب وأصبح مشهوراً مثل الشانطوري والحامولى والمنيلاوي وغيرهم  من المشاهير في ذلك العصر.
بدأ بدايته بغناء  أنغام وموسيقى عبد الرحيم المسلوبي
1. يامسعد الصباحية في طلعة البدرية 2. ياللي أوصافك مليحة 3. العفو ياسيد الملاح  , وكذلك من أنغام وموسيقى عبد الحامولي
أنت فريد الحسن 2. الحب من أول نظرة  3. الله يصون دولة حسنك
لقد كان الموسيقار داوود حسنى يلقب بالفنان صاحب الأذن الذهبية في ذلك الوقت كانوا يعزفون الموسيقى
 ( سماعي ) فقط أي ليس بقراءة النوته الموسيقية . 
بدأ داوود بالتلحين وهو في سن العشرين من عمره . وأول لحن له هو الحق عندي لك ياللي غرامك زايدً . وكان له أسلوب التجديد مع المزج بمختلف المقامات , لقد ادخل ألانغام الفارسية بجانب المقامات التركية والاندلسية وكانت هذه الآنغام  غير معروفة في الموسيقى المصرية في ذلك الوقت ومنها .
1. القلب في حب الهوى ( حجاز كار كرد )   2. قلبي يحبك ولكن  ( عجم عشيران )
3.راح فين تلفونك (نكريز )                   4. بادي الغرام بادي الولع ( المطربة فتحيةاحمد)
5. روحي وروحك في امتزاج ( أم كلثوم )  ( عجم طراز حديث) .
ولاقت  الحانه بالترحيب لآغلب المطربين والمطربات مثل .
زكي مراد, محمد صابر , عبد الله الخولي , عبد اللطيف البنا , منيرة المهدية ,فتحية أحمد , ليلى مراد , أمال الآطرش ( أسمهان ) وهو الذي اطلق عليها ألاسم الفني أسمهان تيمناً بأسم مطربة فارسية ذائعة الصيت والجمال من مدينة أصفهان ألايرانية , وكوكب الشرق أم كلثوم.
كانت موسيقاه تختلف في التوزيع بمزج النغمات مع آلإنشاء والتوزيع الموسيقى من خلال مانلاحظه في الحانه , ومن أشهر أغانيه  في البلاد العربية .
1. يا طالع السعد ( مقام رست )               2. القلب في حب الهوى ( حجاز)
3.كل من يعشق جميل ( بياتي )              4. حبك يا سلام  ( صبا)
5. آسير العشق ( جهاركا)                   6. شربت الصبر ( عشاق ) وغيرها ...
وقام بتلحين الى كوكب الشرق " أم كلثوم " .
حسن طاب (رست)  2. شرف حبيب القلب ( حجازكار ) 3.قلبي عرف معنى آلاشواق(صبا)  4. ياعين دموعك (راست )  وغيرها من ألاغاني ...
وكذلك لحن الى المطربة ليلى مراد  , حيرانا ليه بين القلوب , هو الغرام يعني الخصام .
وفي عام 1910  بدأت الحان الموسيقار داوود حسني  بنوع جديد من الموسيقى وهو مزج بين الموسيقى الشعبية مع الموسيقى التقليدية  ومن خلال هذه الموسيقى دخل الى قلوب  الجميع والى المجتمع المصري  في كافة طبقاته  وأنتشرت الحانه وأغانيه في مصر والبلدان العربية وكانت أغانيه خفيفة وبسيطة وسلسة ومن أبرز هذه آلاغاني والطقاطيق .
1.      صيد العصاري ياسمك بني  (مقام رست) 2. حلواني هاتيلي ملبس (حجاز )
  1. ياتمرحنا ( عراق ) وغيرها ...
لقد آتبعوه من بعده كل من الموسيقيين سيد درويش , زكريا أحمد , إبراهيم شفيق في تلحين هذا النوع من الموسيقى الفلكلورية . وله آعمال في التواشيح وكذلك في القصائد الشعرية التي قام بتلحينها 1. يوم الوداع  2. عيون المها 3.  ياليلى لظلى , ثم توجه الى آلاوبريتات وكانت آول  محاولة له قدمت فرقة نجيب الريحاني آوبريتات هزلية  تعكس السخرية آو القدر  المحتوم  في حوار لطيف  وأول آوبريت قام بتلحينه هو (صباح ) وآوبريت معروف آلآسكافي  وهي من آحدى  قصص آلف ليلة وليلة وغيرها من آلأوبريتات التي قام بتلحينها ...
ثم آتجه  الى  آلحان آلآوبرا  وأول آوبرا قام بتلحينها هي  آوبرا ( شمشون ودليلة ) وهي مأخوذة من التوراة كتبها بشارة يوكايم وقامت بألأداء فاطمة سرى وزكي عكاشة .
وقد فاق داوود  نفسه  بتلحينه " القس "  وصلاة عبدة  ألاصنام مع الموسيقى التصويرية للمعبد .
وفي مؤتمر الموسيقى المنعقد في القاهرة سنة 1932 برعاية المعهد العالي للموسيقى العربية  وحضره مشاهير الموسيقيين والفنانيين من المانيا وفرنسا  لقد نجح المؤتمر  بتسجيل وحفظ  آلاف من نماذج الموسيقى العربية التقليدية والمعاصرة من شمال إفريقيا إلى منطقة الشرق الاوسط وقال داوود حسني بأنه  يجب إيجاد  مكان مناسب  للموسيقى المصرية وطابعها المميز الذي يختلف  تماماً عن باقي موسيقى الشرق الآوسط بشمولها الربع مقطع (تون )  في المقام . لقد لاحظ علماء الموسيقى  آلحان تحمل معالم موسيقية  الطابع من النوع المميز الغامض الذي يسمو ويرفع الروح المعنوية للسامع .
وقال حسين فوزي  مؤلف آوبرا كليوباترا ان الموسيقى الممزوجة بالغموض  تلاحضها في موسيقى الجنود وهم في معبد إزييس ومن الطبيعي أن داوود وجد الإلهام من نشيد ألأنشاد للملك سليمان .
لم تكن موسيقى الموسيقار داوود حسنى فقط موسيقى إيقاعية منسجمة بل كانت آيضاً موسيقى تعبيرية , لقد قدم الموسيقار  داوود حصيلة خصبة وخالدة من الموسيقى  تفتخر بها البلاد العربية لإجيال قادمة  لقد قدم أكثر من خمسمائة  أغنية وثلاثون آوبرا وأوبريت. توفي في العاشر من ديسمبر  سنة 1937 ودفن في مقبرة اليهود القرائيين  بالبساتين بالقرب من القاهرة تاركاً كنوزاً خالدة من الموسيقى وألآلحان العذبة .

من عراق الكلمة
 http://www.iraqalkalema.com/article.php?id=818

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق