الجمعة، 29 أكتوبر 2010

لحد إمتى يا زهرة

 محمد عبد الرحيم:

انطلق مراد بك فرج ــ الذي سيصبح واحداً من أكبر رجال القانون المصريين ــ من الخرنفش، كما انطلق منها الشيوعي يوسف درويش، والموسيقار داود حسني الذي ساهم في نهضة الموسيقى العلمية المصرية، إلى جانب كبار الصياغ من العباسية وميدان سليمان باشا. ومن الطريف أن طفلاً في السادسة كان يعيش في منزل ملك القرائي شموئيل، وذلك عام 1933، حيث كان يختلط بأهل شارع خميس العدس، إنه ابن البوسطجي، المعروف اليوم بجمال عبد الناصر.
ومع ذلك سوف يزول رويداً رويداً هذا الزمن الذي كانت فيه مصر عبارة عن فسيفساء من الأقليات، حتى يبدو أن كل حياة مشتركة أصبح أمراً استثنائياً.

... وفي حارة اليهود امرأتين مسنتين متحجرتين بسبب البدانة، إحداهما فاقدة للبصر والأخرى عوراء، تجلس كلا منهما أمام باب المنزل الذي تقيمان فيه، إحداهما تنادي على الأخرى " يا زهرة .. :متى ستتوقف همومنا والمصائب التي تحيط بنا والأمراض التي تصيبنا؟ عندئذ 
ترد عليها زهرة في صوت خافت: في الآخرة.

بتصرّف من كتاب "يهود النيل" تأليف جاك حاسون، ترجمة يوسف درويش

هناك تعليق واحد:

  1. ومع ذلك سوف يزول رويداً رويداً هذا الزمن الذي كانت فيه مصر عبارة عن فسيفساء من الأقليات، حتى يبدو أن كل حياة مشتركة أصبح أمراً استثنائياً.
    أه ..من هذا الزمن الفسيفسائى وزوله كم ضيع علينا
    وأضعنا معه فى هذا الهم من اللون الواحدوالفرد الواحد.

    ردحذف