الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

من المسئول عن إلغاء مهرجان مصر لكل المصريين



من المسئول عن منع مهرجان مصر لكل المصريين؟.. ولمصلحة من؟

ظل الشعب المصري موحدا – رغم اختلاف مكوناته الدينية – لآلاف السنين ولم ينقسم أبدا، إلا أنه في العقود الأخيرة تزايد الفرز الطائفي في مصر بحيث أصبح وجود الشعب المصري الواحد مهددا رغم تكوينه التاريخي وسماته الحضارية الفريدة، فقد بدأ هذا العام بمذبحة طائفية بشعة في نجع حمادي بعد انتهاء قداس عيد الميلاد، وقرب نهاية العام تزايدت الدلائل على أن مصر تنزلق بوتائر متسارعة نحو "مرحلة ...
النزاع الديني بين المواطنين" التي يؤججها سجال ديني هدام تروج له جهات وقنوات فضائية مشبوهة.

وإيمانا منا بأن الفرز والاحتقان الطائفي هو أكبر الأخطار التي تهدد وحدة الوطن وبان التسامح لا زال هو السمة الأساسية تحت الجلد المصري، وأن الفن والإبداع المصري نقيض جوهري للعصبية الدينية والعنف الطائفي، وأننا نستطيع من خلال فعاليات فنية وثقافية يشارك فيها المصريون جميعا حشد قاعدة شعبية تعي خطورة العنف الطائفي وتتصدى له، فقد سعت مجموعة "مصريون ضد التمييز الديني" إلى تنظيم مهرجان فني ثقافي في مواجهة الطائفية والتمييز تحت شعار: "مـــــصر لكـــل المصـــرييـن".

وفي سبيل هذا تم الاتصال بمؤسسة المورد الثقافي التي وافقت مشكورة على المشاركة في تنظيم المهرجان دون مقابل في مسرح الجنينة يوم الجمعة 29 أكتوبر 2010، واتصلت بإدارة حديقة الأزهر وحصلت على كل الموافقات اللازمة لتنظيم المهرجان، وأعقب هذا الاتصال بمجموعات شبابية تقدم فنون تشكيلية وأنشطة ثقافية للأطفال، كما تم الاتصال بفرق موسيقية شبابية تقدم أغاني في حب مصر، وعدد من الشعراء للمشاركة في المهرجان.

قوبلت هذه الدعوة بحماس هائل حيث وافق جميع من تم الاتصال بهم على المشاركة بشكل تطوعي في إعداد وتنظيم هذا المهرجان دعماً لرسالة المواطنة والحريات وكموقف ضد الطائفية، ومع الإعلان عن المهرجان اتصل بنا عشرات الشباب يعرضون مشاركتهم، كما اضطررنا للاعتذار للعديد من الفرق الفنية الشبابية طلبت المشاركة بعد أن امتلأ البرنامج ووصلت الأصداء إلى الهيئة العامة لقصور الثقافة التي طلبت المشاركة في المهرجان من خلال الإدارة العامة لثقافة الطفل التابعة للهيئة وذلك بعمل ورش فنية للأطفال المشاركين في هذا اليوم بالإضافة إلى عرض فني لكورال أطفال تابع للهيئة.

وبينما الاستعدادات تجري على قدم وساق لإخراج هذا المهرجان بشكل يعكس أهميته كمبادرة شبابية ضد الطائفية، فوجئنا باتصال يوم الاثنين 25 أكتوبر 2010 من المسئولين في مسرح الجنينة يخطروننا فيه بأن إدارة حديقة الأزهر قد سحبت موافقتها على تنظيم المهرجان.

مما يدفعنا إلى التساؤل: من هي الجهات في أجهزة الدولة ومؤسساتها الأمنية التي يخيفها مبادرة شبابية فنية ثقافية ضد الفرز والاحتقان الطائفي في الوقت الذي تطالب فيه الحكومة المواطنين وخصوصا الشباب بنبذ السلبية والمشاركة في التصدي لهموم الوطن؟! وهل صحيح أن بعض هذه الجهات يرى أن له المصلحة في زيادة الشحن الطائفي سواء بالتواطؤ مع القوى الطائفية والظلامية التي تهدد بشق وحدة الوطن أو بتعويق جهود المناصرين لوحدته المؤمنين بالمواطنة والمساواة؟! وهل تقصد هذه الجهات إلهاء المصريين عن مواجهة مشاكلهم وهمومهم الحقيقية بمعارك وهمية سيدفع ثمنها في النهاية الوطن بأكمله بكل من فيه وما فيه؟! وأخيرا هل يوجد أي مسئول في هذا النظام يمكنه إجابتنا على الأسئلة السابقة؟!

إن مجموعة "مصريون ضد التمييز الديني" تدعو الشعب المصري ممثلا في أحزابه ومنظماته الأهلية إلى إدانة هذا التدخل الفظ، وإلى التضامن معنا في مواجهة هذا الحصار الداعم للطائفية والتمييز الديني، كما تؤكد أنها ستستمر في كشف ومقاومة التمييز الديني والفرز الطائفي اللذان يشكلان أكبر خطر على وحدة مصر وتماسكها.

مصريون ضد التمييز الديني
26
أكتوبر 2010

لوجه الله ولمصر : هذا البيان أصدرته مجموعة "مصريون ضد التمييزالديني" المنظمة للحدث بالتعاون مع مؤسسة المورد ونشرته في الإيفنت المخصص للحدث على الفيس بوك ..نأسف لوجود هذه العقليات فى مصر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق