حوار مع:اسكندر حبش
السفير اللبنانية1مارس
أحيا الشاعر المصري زين العابدين فؤاد، في الثامنة من مساء أمس في مسرح بيروت، أمسية شعرية، قرأ فيها العديد من قصائده القديمة كما الجديدة، والتي دارت غالبيتها حول الثورة المصرية الجديدة. وبمناسبة وجوده في بيروت، كان هذا اللقاء.
لا بدّ للحدث المصري أن يفرض نفسه على بداية هذا اللقاء، كيف عشت وتعيش الذي حدث؟
^ إنه حلم 100 عام، منذ ثورة 19 وحتى الآن. تاريخ ميدان التحرير الذي سمي للمرة الأولى بهذا الاسم في مارس 1919 حين خرجت النساء في أول تظاهرة مع الثورة وارتبط تحرر المرأة بالمكان فسمي ميدان التحرير. هذا الميدان شهد تظاهرات عدة منذ ذلك العام، ثم كانت جنازة الشهيد العظيم عبد الحكم الجراحي في نوفمبر 1935 وغيرها الكثير من التظاهرات والاحتجاجات. إنها ثورة شعب. حيث اختلط صناع الأحلام وكان اللقاء في الميدان كنموذج تكرر في بقية المدن.
المدهش والجميل هو المشهد الحضاري في الميدان، حاولوا طويلا أن يزرعوا على سبيل المثال الفتنة الطائفية أو الاحتقان الطائفي الذي تكرس في كنيسة الإسكندرية. لم يحدث أي احتكاك من أي نوع، سقطت كل الأقنعة الطائفية في شوارع الثورة المصرية. انسحب البوليس، لم يكن هناك حارس واحد على كنيسة واحدة، ولم تضرب أي كنيسة حتى بحجر.
تقول إنها ثورة شعب، لا ثورة شباب، لِمَ؟
^ المفجر هو الشباب لكن الذي أعطى الزخم والذي حولها من مجرد اعتصام إلى ثورة هو الشعب المصري. إذا نظرت إلى الصور الآتية من هناك تجد فلاحين وعمالا ومواطنين من الصعيد، نساء منقبات ومحجبات، فتيات جامعيات سافرات، رجال دين مسيحيين ومسلمين، كل طوائف الشعب كانت ممثلة. إطلاق تسمية ثورة الشباب عليها كانت محاولة لعزلها وضربها. على سبيل المثال، عندما تحدث مبارك وقال إنه يتبنى مطالب الشباب، نسي تماما أن المطلب الأول للثورة أصبح سقوط النظام لا التغيير. لقد تفجرت كل الطاقات الإبداعية للشعب المصري، تعبيرا وتنظيما وتكافؤا، كل الطاقات توهجت في هذه الثورة.
الطائفية
كيف تفسر أن النظام كان يلجأ إلى زرع الكابوس الطائفي في مصر؟
^ صناعة الفتنة الطائفية بدأت في عهد السادات، وكلما مرّ بأزمة كبرى، يلبس الوطن ثوبا طائفيا ويتخذ اجراءات متنوعة، على سبيل المثال، بعد كمب ديفيد مباشرة، ظهرت مسائل الفتنة الطائفية في مصر، صنعها النظام واستخدمها. وعندما اعتقل السادات في 5 سبتمبر 1981 كل معارضي كمب ديفيد قال إنه يتخذ اجراءات احترازية ضد الفتنة الطائفية وغلفها بعزل البابا وحبس عدد من الرموز الدينية وأحدهم بالمناسبة الشيخ المحلاوي، وهذا الشيخ كان خطيبا لمسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية ثم اعتقل في 1981 وعزل تماما عن المسجد حتى قيام الثورة وكان خطيب الإسكندرية الأول. وكان ميدان التحرير في الإسكندرية هو ساحة مسجد القائد ابراهيم. ثم جاء مبارك واستثمر هذا الموضوع. تفجير كنيسة القديسين هو تغطية على جريمة تزوير الانتخابات الأخيرة الفاضحة. النظام دائما يتخذ المسألة هذه كمبرر لممارسة القمع ولتغطية عوراته المختلفة.
كيف ترى إلى المستقبل؟ هل ستعيد الثورة مصر إلى قلب العالم العربي؟ أسأل ذلك وفي بالي فكرة أنه لم تكن هناك من شعارات واضحة حول فلسطين مثلا، وإن كانت هناك فهي لم تخرج في وسائل الإعلام.
^ وصفت التظاهرات مبارك بأنه عميل صهيوني وأن الإشارة الواضحة «تعمل أرنب تعمل ديب/ انت مكانك تل أبيب»، ربطت بينه وبين النظام والصهيوينة مباشرة. إسقاط النظام يعني اسقاط كل ما يمثله هذا النظام. سأقول لك شعارات الثورة: «يا مبارك يا عميل، بعت بلدنا لإسرائيل/ يا مبارك يا عميل، بعت الغاز وباقي النيل». ألا يدل ذلك على التوجه. إذا لم تكن هذه الشعارات واضحة فأنا أحتفظ بها مصورة ومسجلة صوتا وصورة على الفيديو. التركيز كان إسقاط النظام أولا وكانت الحماسة واضحة تجاه ربطه ربط النظام بإسرائيل. عندما طرح اسم عمر سليمان كان الشعار «لا مبارك ولا سليمان، دول عملاء الأميركان». شعارات الناس كانت واضحة جدا. وهذا هو السبب الحقيقي في أن نتنياهو كان شديد الحرص على استمرار مبارك أو سليمان في وضع المسؤولية. فبالتالي الأمر واضح.
الفن والأدب
برأيك كيف ستؤثر الثورة في الخطاب الفني والأدبي؟
^ روح جديدة، إحساس مختلف بالانتماء لدى المواطن العادي فما بالك بالخطاب الفني والأدبي، ستسقط أشكال كثيرة من الابتذال والسطحية، ربما نمر بمرحلة من خطاب الصوت العالي، أي الفن الأقل، ثم بالتأكيد سوف تزدهر كل الفنون والآداب مع إعادة تصحيح التعليم والتربية. لأن فساد التعليم لعب دورا مخربا طوال السنوات الماضية، حتى الصوت العالي، عندما قدم فريق اسكندريلا عرضه الأخير كان الغناء مختلفا، فمثلا كانت بعض الأغاني تتضمن شعارات على النحو التالي: الشعب يريد الورد في البساتين، الورد يريد الشعب في الميادين». وكانت تلقى في أثناء الغناء هذه الشعارات واستقبلت بشكل غير عادي. حلمي كشاعر أن أقرأ أمام جمهور كبير، أو أن يغني أحدهم أغنية لي أمام جمهور واسع. قد قرأت شعري وغنى الجمهور مع حازم شاهين في أغنيتي ولحن الشيخ «مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر» أمام ربع مليون مواطن في ميدان التحرير.
كيف تفسر هذه الذاكرة التي ما زالت موجودة في حين أننا اعتقدنا أنها انتهت بفعل عوامل كثيرة؟
^ هذا ما تراه في الإعلام الرسمي المزيف لكل شيء في الحياة والأخبار والفن والثقافة، في كل شيء. لكن جيوب المقاومة كانت موجودة وبأشكال متعددة لم يتوقف صناع الحلم لحظة عند بذر بذور أحلامهم في التربة المصرية. مجرد أن يسقط الإعلام الرسمي بكل ما يحمله من سواد، فسيسقط معه وجه النظام القبيح تعبيرا وفنا مبتذلا متكلفا ومصنوعا. كانت ابداعات الشعب المصري غناء وشعارات وتمثيلا في الميادين مذهلة. هناك على سبيل المثال المواطن المنوفي يأتي إلى ميدان التحرير ويحمل لافتة يقول فيها إنه من المنوفية – وهي محافظة مبارك والسادات - ليضيف «يا ناس أنا منوفي وجيت أصلح نفسي ومبارك خلعتو. هذا التسجيل كان يوم 1 فبراير. يا ناس قولولي ربنا يقبل توبتي؟ فأجيبه إذا حضرت سبع مرات إلى ميدان التحرير تقبل توبتك.
عندما يطرح في الصحف أن ثروة مبارك وأسرته 70 مليار دولار، تنطلق الأغنية «كان طيار وبقى عندو 70 مليار». لم يتوقف الإبداع لحظة. هل رأيت الأطفال يقودون التظاهرات في التحرير وغيرها من الأماكن؟ هل رأيت حس الفصاحة في الشعارات أن يكتب ارحل بالمقلوب ربما يفهم مبارك؟ هل رأيت شعارات يحمل ترجمة فورية ارحل يعني امشي، يعني ما بيفهمشي. هذا عصر جديد، الطاقات تفجرت بسبب الإحساس العميق بأننا نملك هذا الوطن. هذا وطننا لن يأخذه أحد منا مرة أخرى. هذا هو إحساس كل من نزل إلى الشارع وهذا هو الضمان الحقيقي لاستمرار الثورة. أنا أراهن على الناس. أفنيت عمري أراهن على الناس وقد آن الوقت كي اكسب رهاني. لست وحدي، لكن صناع الأحلام من سيد درويش وحتى آخر شهيد.
تمتد الثورات الشعبية اليوم إلى مختلف العواصم العربية؟ أي حلم لدى زين العابدين فؤاد بهذا الوطن العربي؟
^ أن يبدع كل شعب شكله الخاص بالثورة وأن يعرف كيف يصل بها على نهاياتها. لا يمكن نقل نموذج ما. فالنموذج المصري مثلا اختلف تماما عن النموذج التونسي العظيم، وبين هلالين، كنت سعيدا جدا حين استخدم أصدقائي في تونس أغنيتي «مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر» وحولوها إلى «مين اللي يقدر ساعة يحبس بلدي». الحلم أن تتغير الخارطة العربية من ناحية حقوق الناس وحماية الناس وحقوقها المختلفة وأن يصبح الوطن العربي وطنا ديموقراطيا حقيقيا وعندها سيكف الغرب عن ادعاء أن إسرائيل هي واحة الديموقراطية في الشرق الأوسط ويرى عندها وجهها القبيح ككيان عنصري.
جديدك اليوم بعد هذه المرحلة التاريخية. هل من أشياء في الأفق؟
^ بالتأكيد لكنها تحتاج إلى وقت للنضج. بالطبع يمكن استخدام قصائد وأغان كتبت من قبل وهذا ما يحدث الآن، إذ هناك العديد من أصدقائي الفنانين يلحنون عددا من قصائدي القديمة لكن أن تنتج فنا يعبر عن هذه المرحلة من الإبداع الجماعي والشعبي المتوهج، بالتأكيد أنت تحتاج إلى كثير من الوقت.
لا بدّ للحدث المصري أن يفرض نفسه على بداية هذا اللقاء، كيف عشت وتعيش الذي حدث؟
^ إنه حلم 100 عام، منذ ثورة 19 وحتى الآن. تاريخ ميدان التحرير الذي سمي للمرة الأولى بهذا الاسم في مارس 1919 حين خرجت النساء في أول تظاهرة مع الثورة وارتبط تحرر المرأة بالمكان فسمي ميدان التحرير. هذا الميدان شهد تظاهرات عدة منذ ذلك العام، ثم كانت جنازة الشهيد العظيم عبد الحكم الجراحي في نوفمبر 1935 وغيرها الكثير من التظاهرات والاحتجاجات. إنها ثورة شعب. حيث اختلط صناع الأحلام وكان اللقاء في الميدان كنموذج تكرر في بقية المدن.
المدهش والجميل هو المشهد الحضاري في الميدان، حاولوا طويلا أن يزرعوا على سبيل المثال الفتنة الطائفية أو الاحتقان الطائفي الذي تكرس في كنيسة الإسكندرية. لم يحدث أي احتكاك من أي نوع، سقطت كل الأقنعة الطائفية في شوارع الثورة المصرية. انسحب البوليس، لم يكن هناك حارس واحد على كنيسة واحدة، ولم تضرب أي كنيسة حتى بحجر.
تقول إنها ثورة شعب، لا ثورة شباب، لِمَ؟
^ المفجر هو الشباب لكن الذي أعطى الزخم والذي حولها من مجرد اعتصام إلى ثورة هو الشعب المصري. إذا نظرت إلى الصور الآتية من هناك تجد فلاحين وعمالا ومواطنين من الصعيد، نساء منقبات ومحجبات، فتيات جامعيات سافرات، رجال دين مسيحيين ومسلمين، كل طوائف الشعب كانت ممثلة. إطلاق تسمية ثورة الشباب عليها كانت محاولة لعزلها وضربها. على سبيل المثال، عندما تحدث مبارك وقال إنه يتبنى مطالب الشباب، نسي تماما أن المطلب الأول للثورة أصبح سقوط النظام لا التغيير. لقد تفجرت كل الطاقات الإبداعية للشعب المصري، تعبيرا وتنظيما وتكافؤا، كل الطاقات توهجت في هذه الثورة.
الطائفية
كيف تفسر أن النظام كان يلجأ إلى زرع الكابوس الطائفي في مصر؟
^ صناعة الفتنة الطائفية بدأت في عهد السادات، وكلما مرّ بأزمة كبرى، يلبس الوطن ثوبا طائفيا ويتخذ اجراءات متنوعة، على سبيل المثال، بعد كمب ديفيد مباشرة، ظهرت مسائل الفتنة الطائفية في مصر، صنعها النظام واستخدمها. وعندما اعتقل السادات في 5 سبتمبر 1981 كل معارضي كمب ديفيد قال إنه يتخذ اجراءات احترازية ضد الفتنة الطائفية وغلفها بعزل البابا وحبس عدد من الرموز الدينية وأحدهم بالمناسبة الشيخ المحلاوي، وهذا الشيخ كان خطيبا لمسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية ثم اعتقل في 1981 وعزل تماما عن المسجد حتى قيام الثورة وكان خطيب الإسكندرية الأول. وكان ميدان التحرير في الإسكندرية هو ساحة مسجد القائد ابراهيم. ثم جاء مبارك واستثمر هذا الموضوع. تفجير كنيسة القديسين هو تغطية على جريمة تزوير الانتخابات الأخيرة الفاضحة. النظام دائما يتخذ المسألة هذه كمبرر لممارسة القمع ولتغطية عوراته المختلفة.
كيف ترى إلى المستقبل؟ هل ستعيد الثورة مصر إلى قلب العالم العربي؟ أسأل ذلك وفي بالي فكرة أنه لم تكن هناك من شعارات واضحة حول فلسطين مثلا، وإن كانت هناك فهي لم تخرج في وسائل الإعلام.
^ وصفت التظاهرات مبارك بأنه عميل صهيوني وأن الإشارة الواضحة «تعمل أرنب تعمل ديب/ انت مكانك تل أبيب»، ربطت بينه وبين النظام والصهيوينة مباشرة. إسقاط النظام يعني اسقاط كل ما يمثله هذا النظام. سأقول لك شعارات الثورة: «يا مبارك يا عميل، بعت بلدنا لإسرائيل/ يا مبارك يا عميل، بعت الغاز وباقي النيل». ألا يدل ذلك على التوجه. إذا لم تكن هذه الشعارات واضحة فأنا أحتفظ بها مصورة ومسجلة صوتا وصورة على الفيديو. التركيز كان إسقاط النظام أولا وكانت الحماسة واضحة تجاه ربطه ربط النظام بإسرائيل. عندما طرح اسم عمر سليمان كان الشعار «لا مبارك ولا سليمان، دول عملاء الأميركان». شعارات الناس كانت واضحة جدا. وهذا هو السبب الحقيقي في أن نتنياهو كان شديد الحرص على استمرار مبارك أو سليمان في وضع المسؤولية. فبالتالي الأمر واضح.
الفن والأدب
برأيك كيف ستؤثر الثورة في الخطاب الفني والأدبي؟
^ روح جديدة، إحساس مختلف بالانتماء لدى المواطن العادي فما بالك بالخطاب الفني والأدبي، ستسقط أشكال كثيرة من الابتذال والسطحية، ربما نمر بمرحلة من خطاب الصوت العالي، أي الفن الأقل، ثم بالتأكيد سوف تزدهر كل الفنون والآداب مع إعادة تصحيح التعليم والتربية. لأن فساد التعليم لعب دورا مخربا طوال السنوات الماضية، حتى الصوت العالي، عندما قدم فريق اسكندريلا عرضه الأخير كان الغناء مختلفا، فمثلا كانت بعض الأغاني تتضمن شعارات على النحو التالي: الشعب يريد الورد في البساتين، الورد يريد الشعب في الميادين». وكانت تلقى في أثناء الغناء هذه الشعارات واستقبلت بشكل غير عادي. حلمي كشاعر أن أقرأ أمام جمهور كبير، أو أن يغني أحدهم أغنية لي أمام جمهور واسع. قد قرأت شعري وغنى الجمهور مع حازم شاهين في أغنيتي ولحن الشيخ «مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر» أمام ربع مليون مواطن في ميدان التحرير.
كيف تفسر هذه الذاكرة التي ما زالت موجودة في حين أننا اعتقدنا أنها انتهت بفعل عوامل كثيرة؟
^ هذا ما تراه في الإعلام الرسمي المزيف لكل شيء في الحياة والأخبار والفن والثقافة، في كل شيء. لكن جيوب المقاومة كانت موجودة وبأشكال متعددة لم يتوقف صناع الحلم لحظة عند بذر بذور أحلامهم في التربة المصرية. مجرد أن يسقط الإعلام الرسمي بكل ما يحمله من سواد، فسيسقط معه وجه النظام القبيح تعبيرا وفنا مبتذلا متكلفا ومصنوعا. كانت ابداعات الشعب المصري غناء وشعارات وتمثيلا في الميادين مذهلة. هناك على سبيل المثال المواطن المنوفي يأتي إلى ميدان التحرير ويحمل لافتة يقول فيها إنه من المنوفية – وهي محافظة مبارك والسادات - ليضيف «يا ناس أنا منوفي وجيت أصلح نفسي ومبارك خلعتو. هذا التسجيل كان يوم 1 فبراير. يا ناس قولولي ربنا يقبل توبتي؟ فأجيبه إذا حضرت سبع مرات إلى ميدان التحرير تقبل توبتك.
عندما يطرح في الصحف أن ثروة مبارك وأسرته 70 مليار دولار، تنطلق الأغنية «كان طيار وبقى عندو 70 مليار». لم يتوقف الإبداع لحظة. هل رأيت الأطفال يقودون التظاهرات في التحرير وغيرها من الأماكن؟ هل رأيت حس الفصاحة في الشعارات أن يكتب ارحل بالمقلوب ربما يفهم مبارك؟ هل رأيت شعارات يحمل ترجمة فورية ارحل يعني امشي، يعني ما بيفهمشي. هذا عصر جديد، الطاقات تفجرت بسبب الإحساس العميق بأننا نملك هذا الوطن. هذا وطننا لن يأخذه أحد منا مرة أخرى. هذا هو إحساس كل من نزل إلى الشارع وهذا هو الضمان الحقيقي لاستمرار الثورة. أنا أراهن على الناس. أفنيت عمري أراهن على الناس وقد آن الوقت كي اكسب رهاني. لست وحدي، لكن صناع الأحلام من سيد درويش وحتى آخر شهيد.
تمتد الثورات الشعبية اليوم إلى مختلف العواصم العربية؟ أي حلم لدى زين العابدين فؤاد بهذا الوطن العربي؟
^ أن يبدع كل شعب شكله الخاص بالثورة وأن يعرف كيف يصل بها على نهاياتها. لا يمكن نقل نموذج ما. فالنموذج المصري مثلا اختلف تماما عن النموذج التونسي العظيم، وبين هلالين، كنت سعيدا جدا حين استخدم أصدقائي في تونس أغنيتي «مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر» وحولوها إلى «مين اللي يقدر ساعة يحبس بلدي». الحلم أن تتغير الخارطة العربية من ناحية حقوق الناس وحماية الناس وحقوقها المختلفة وأن يصبح الوطن العربي وطنا ديموقراطيا حقيقيا وعندها سيكف الغرب عن ادعاء أن إسرائيل هي واحة الديموقراطية في الشرق الأوسط ويرى عندها وجهها القبيح ككيان عنصري.
جديدك اليوم بعد هذه المرحلة التاريخية. هل من أشياء في الأفق؟
^ بالتأكيد لكنها تحتاج إلى وقت للنضج. بالطبع يمكن استخدام قصائد وأغان كتبت من قبل وهذا ما يحدث الآن، إذ هناك العديد من أصدقائي الفنانين يلحنون عددا من قصائدي القديمة لكن أن تنتج فنا يعبر عن هذه المرحلة من الإبداع الجماعي والشعبي المتوهج، بالتأكيد أنت تحتاج إلى كثير من الوقت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق